الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

قلعة حلب - الجزء الثاني

مسجد إبراهيم الخليل:

ويقع على يسار الشارع وهو مسجد صغير كان سابقاً كنيسة بيزنطية ثم أصبح مقاماً لإبراهيم الخليل. وتقول الأسطورة أن فيه صخرة كان النبي إبراهيم يجلس عليها ليحلب بقرته الشهباء. جدّده نور الدين زنكي وكان يُصلي به. وتوجد لوحة مرمرية فوق باب الجامع تؤرخ البناء من عهد نور الدين زنكي في عام 575هـ/1167م. في باحته غرف وبئر. وعلى جانبي المدخل كتابة وفي داخل المصلى عمودان، الأيمن بيزنطي والأيسر عربي. كان فيه محراب كسوته خشبية بديعة يشبه محراب المدرسة الحلوية أخذه الفرنسيون عام 1922م. تعلو المصلى قبة ونوافذ للإنارة وفيه أربعة كتبيات، ويوجد فيه إفريز، تزخرفه كتابة عربية.


بُني في الجامع صهريج لتخزين الماء لمدة عام كما أوقف له وقف خارج حلب. ويوجد باب كتب عليه قناة حيلان التي كانت تموّن القلعة بالماء. وقرية حيلان تقع شمال حلب. تعود هذه القناة إلى عهد الرومان أو البيزنطين. جدّدها عبد الملك بن مروان. وفي عهد نور الدين زنكي أخذ منها فرعاً للجامع الكبير وإلى الخشابين والرحبة الكبيرة داخل باب قنسرين. وفي عام 506هـ أمر الملك الظاهر غازي بتنظيف مجراها، وساهم هو نفسه مع الأمراء بذلك. وحينما احتل المغول قلعة حلب خرّبوها وأحرقوا هذا المسجد.

يوجد مقابل المسجد معبدٌ سوري-حثي هو معبد الشمس ويعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد. وُجد فيه نصب بازلتي عليه نحت نافر لشخصين مجنحين، يعلوهما قرص الشمس داخل هلال القمر، من القرن 9ق.م معاصر لمعبد عين دارا، وله نسخة جصية في متحف القلعة.

الجامع الكبير:

أيوبي من القرن 13. كان كنيسة ثم صار جامعاً أيام المرداسيين. جدده الملك نور الدين زنكي. ولكنه احترق ثم أعاد بناءه الملك الظاهر الغازي بن صلاح الدين بعد أن احترق ثانية عام 609هـ/1210م. وعلى بابه كتابة تؤرخ البناء والباني الغازي بن صلاح الدين عام 610هـ/1211م. وهو مربّع الشكل له باحة تُفتح عليها غرف للطلبة. وللمصلى ثلاثة مداخل وقبة ومحرابين ونوافذ للإضاءة. مئذنته من العام 1214م مربعة الشكل ارتفاعها 20م تشبه مئذنة جامع الدبّاغة في حلب. لها سلم داخلي فيه 78 درجة. ولأنها عالية كانت تستعمل للمراقبة والآذان معاً. قسم من حائط المسجد مع المئذنة سليم، أما الباقي فهو ترميم حسب الأصل.


ثكنة إبراهيم باشا:

دام حكمه بين 1830 و1833 وهو ابن محمد علي الكبير والي مصر. شُيدت الثكنة عام 1834م من الحجارة التي كانت تغطي منحدر القلعة.

قرب الثكنة يوجد بئر الملك الظاهر غازي، وطاحونة هواء، ومن الشرفة المجاورة للثكنة يمكن رؤية البرج الشمالي المملوكي. ومنظر عام لمدينة حلب.

مستودعات القلعة:
حُفرت بالصخر، يُنزل إليها بواسطة درج. ارتفاع المستودعات فيها 20م وطولها 7.5م وعرضها 16.5م. سقفها يعتمد على دعائم أربعة ضخمة. قسّمت المكان إلى ثلاثة أقسام. أوسطها مربع الشكل.

المسرح:
هو بناء حديث، بُني حسب الطراز الروماني عام 1980 يتسع لـ 3000 متفرج. تقام فيه مهرجانات واحتفالات دائماً.


القصر الملكي:

أيوبي من القرن 13 أي 1228م بناه يوسف الثاني بن السلطان الظاهر غازي بن صلاح الدين، وشيّده بالحجارة السوداء والصفراء على شكل مداميك. له باب كبير تعلوه مقرنصات وعناصر زخرفية. أرضه مبلطة بالرخام والمرمر والحجارة الصقيلة باللونين الأسود والأصفر. تتوسط باحته السماوية بركة. وفي جداره الشمالي يوجد سبيل ماء. كان في القصر أربعون غرفة مكسوة بالمرمر والموزاييك. وتُزينه المقرنصات على شكل خلايا النحل مرصعة بالمرمر الأبيض.

وفي الطريق نحو قاعة العرش توجد أبنية عديدة. إلى اليسار بناء يعرف باسم بيت الطواشي وهو مدير القصر ورئيس الخدم، من القرن 13م. ثم تأتي فسحة فيها كتابة، ودرج يؤدي إلى ممرات الحراسة فوق مدخل قاعة العرش.

قاعة العرش:

مملوكية؛ بُنيت بعد الدمار الذي حل بالقلعة على يد المغول عام 1400م. جددها قايتباي في القرن 16م. ورُممت عدة مرات فيما بعد، آخرها كان عام 1973م.

بُنيت فوق برج مدخل القلعة الرئيسي، ويُنزل إليها بواسطة 7 درجات. أرضية القاعة رخامية ذات أشكال مختلفة أُخذت من بيوت حلبية قديمة أطوالها 26.5×23.5م.

في منتصف القاعة بحرة ماء أيوبية. كانت جدران القاعة مغطاة بالفريسكو، وفي أعلى كل جدار نافذتان، حالياً الجدران والأعمدة مغطاة بالخشب المحفور والملون إلى ارتفاع معين. فيها نافذة كبيرة تُطل على المدينة وعلى مدخل القلعة. أما النوافذ الأخرى وعددها عشرة، ثلاثة على كل جانب من النافذة الكبيرة، واثنتان في كل حائط جانبي.

سقفها خشبي محفور ومدهون ومزين بزخارف نباتية، يرتكز على أربعة دعائم. وهو مقسّم إلى أقسام ثلاثة أُخذت أجزاؤه من دور دمشقية، وتعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر. يفصل بين السقوف جسور أطوالها تتراوح بين سبعة وعشرة أمتار قطرها 75سم. تتدلى منها زوايا رائعة الزخرفة، والسقف زخرفته من الخط العربي. وفيها أربع وعشرون نافذة جصية تُزينها زخارف نباتية وزجاج ملون. يتدلى من السقف 10 ثريات خشبية يزينها الخط العربي والحشوات الفاطمية. إحداها عبارة عن حجرات كبيرة تتدلى من منتصف القبة.

في قاعة العرش درج سري يقود إلى قاعة الدفاع الكبرى، وينتهي عند الباب الثالث. وفيها فتحات لسكب السوائل المغلية على العدو. وكوات لرمي السهام. وهذه القاعة تتحكم بمدخل القلعة الرئيسي. كما تُشرف على باب الحيات وباب الأسود.

الحمّام:


بُني الحمّام مع بناء القصر أي في القرن 13م. في باحته الخارجية سبيل ماء. ويتألف من 9 حجرات. في البراني مصاطب للراحة، تحتها تجاويف صغيرة لوضع الأحذية، وكان فيه بحرة ماء. والجواني فيه مقاصير وأجران ماء.

وقباب السقف مغطاة بقمريات زجاجية للإنارة. وأبواب الحمّام منخفضة لحفظ الحرارة. وقد جُهز الحمّام بأنابيب فخارية للمياه الباردة والحارة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القيمة الاستثنائية العالمية - حلب

المعيار الثالث أن تظهر تفرد التراث التقليدي الثقافي أو حضارة اندثرت  أو مازالت حية تعكس المدينة القديمة في حلب ثقافات غنية ومتنوعة على ا...