تبعد
حوالي 115كم عن دمشق عبر درعا وحوالي 125كم عن دمشق عبر السويداء و40كم عن درعا
و35كم عن السويداء ترتفع 850م عن سطح البحر تقع في أحد سهول حوران وهو سهل النقرة
على أطراف اللجاة قرب وادي الزيدي شمالاً ووداي البطم جنوباً وهما من روافد تهر
اليرموك وكلمة بصرى تعني الحصن باللغة العربية القديمة.[1]
كانت بصرى
عاصمة دينية ومركزاً
تجارياً هاماً وممراً
على طريق الحرير الذي
يمتد إلى الصين
ومنارة للحضارة في
عدة عصور تعود لآلاف
السنين، وكان الرسول
الكريم محمد بن
عبد الله صلى الله
عليه وسلم، أثناء
رحلاته التجارية إلى
دمشق)الشام( قد
مر ببصرى وقابل
الراهب بحيرا المسيحي
الذي تنبأ بنبوته.
تعاقبت على
المدينة العديد من
الحضارات تاركة فيها
أهم المنشآت
الأثرية، ومن أسماءها
بوسترا – نياتراجانا، وكانت بصرى
في أكثر في
الشرق وعاصمة دينية
وعاصمة تجارية لعدة حضارات.
وتتميز بصرى
بالتاريخ العريق للحضارات
التي تعاقبت على الموقع
اعتبارا من عصر
البرونز الوسيط 2000 – 1500 ق. م والتي تتمثل
بالحضارات الكنعانية ثم
العمورية، ثم الآرامية ثم
العصور الكلاسيكية التي
بدأت عام 333 ق.م بالحضارة الهلنستية السلوقية
إلى أن أصبحت
عاصمة للأنباط في
القرن الأول
للميلاد، ثم عاصمة
للولاية العربية الرومانية
في عام 106 ميلادي،
وفي العصر البيزنطي
تحولت بصرى مركزاً
لأسقفية المسيحية.[2]
فتح بصرى
خالد بن الوليد
بعد أن صالح
أهلها وأمنهم على دمائهم
وأموالهم وأولادهم، على
أن يؤدوا الجزية.
شهدت بصرى
أوج توسعها وازدهارها
الحضاري في العصر الأيوبي،
إذ كانت مقراً
عسكرياً للملوك الأيوبيين.
أما في العصرين المملوكي والعثماني
فقد تقلص دور
بصرى، ولكنها بقيت
محطة هامة لقوافل الحجاج،
فيها تتجمع ومنها
تتزود بالمؤن. ثم
صارت قوافل البدو تغير
على قوافل الحجاج،
فنقلت المحطة إلى
مزيريب فهجر
أهل بصرى مدينتهم.
ازدهرت بصرى
في الفترة النبطية
خلال القرن الاول
قبل الميلاد،
واصبحت على تماس
مع الحضارة الهلنستية
حيث امتدت المدينة وتوسعت
ويبدو أن عدد
سكانها قد تضاعف في
ذلك الحين وازدهرت
تجارتها وصناعتها، فازدانت
بالمعابد والمباني
وخططت فيها الشوارع
الحديثة وارتفعت فوقها
القصور الحديثة
ثم بنى على
المرتفع القريب منها
خزان كبير لتزويدها بالماء طيلة
أيام السنة. ويعود
الفضل في نمو
المدينة السريع إلى حركة
القوافل التي جعلت
من بصرى مركزا
تمر فيه وتتبادل
فيه البضائع.
[3]
وفي العهد
الروماني نشطت حركة
العمران ونمت دون
توقف فشيدت الحمامات والمعابد
والمسارح وأعيد تخطيط
الشوارع الرئيسة
وزينت بالأروقة الأيونية
وأقواس النصر وعندما
ساد السلام أخذوا ببناء
معسكر واسع ومنظم
في شمال المدينة وأنشأوا الميادين
وخزانات المياه خارج
حدود الأسوار ثم
البيوت والقصور
المدنية فيما
بعد.
وفي العهد
البيزنطي بقيت الخطوط
الرئيسة لتنظيم المدينة كما
كانت في العهد
الروماني، إلا أنها
توسعت قليلا إلى
الشمال الشرقي،
وتم بناء الكثير
من الكنائس الهامة
في النصف الشرقي من
المدينة.
وفي العصر
الاموي بُنَي الجامع
العمري الكبير على
حدود الشارع
الرئيس )الكاردو( الممتد
من الشمال إلى
الجنوب فوق أنقاض هيكل
وثني كان قائماً
هناك.
الجامع العمري الكبير |
أما فترة
حروب الفرنجة فتتميز
بإنشاء القلعة وإقامة
المباني المدنية
والدينية من مدارس
ومساجد في مختلف
انحاء المدينة فوق أنقاض
المباني السابقة التي
تهدمت من جراء
الزلازل التي حدثت خلال
القرن الحادي عشر،
مما سبب وضع
تنظيم جديد يتفق مع
أسلوب الحياة ومركز
المدينة العسكري في
ذلك الحين.
قلعة ومسرح بصرى |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق